بسم الله الرحمن الرحيم
 التوعية الدينية في المستشفيات 

كتبته /نعيمة تركستاني 

عندما كنت في زيارة إلى صديقتي في قسم التوعية الدينية بالمستشفى التخصصي فوجئت بحضور أحد الأشخاص قادما إليها بباقة من الزهور عبقها ملأ ارجاء المكان مع نسمات الصباح الباكر فقدمت الزائرة باقة الورد مع عبارات الثناء والشكر على ما قامت به من مجهود مع عائلتها اثناء وجود مريضتهم  بالمستشفى والإعتذار لها عما بدر منهم من تصرفات هوجاء وبدورها قامت صديقتي بشكرها وبأنها لم تقدم إلا ما هو واجبها الذي حثها عليه هذا الدين العظيم من التكافل والتعاطف والرحمة لجميع الناس في هذا المستشفى وخارجه . وبعد انصرافها نظرت اليَّه صديقتي وقد ملأت عينيها الدموع ثم قالت الحمد لله الذي جعل هذا الدين رحمة للعباد يخرجهم من ظلمات الجهل والتيه إلى نور الدنيا وجمالها وجعلنا جموعا متآلفة متعاونة تتعامل بالإحسان فيما بينها (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وقالت منذ اصدار قرار معالي وزير الصحة الدكتور أسامة شبكشي بإنشاء إدارة التوعية الدينيه في المستشفى وأنا أرفل من نعيم إلى نعيم حيث متعة العمل في هذا المجال لا يضاهيه أي متعة وكيف لا وأنا احتسب أجر كل عمل اقدمه لمريض أو صحيح وأجر كل كلمة طيبة ويد حانية وتصبيرة وتثبيتا لكل مُبتلى في هذا الصرح ولله الحمد والمنة . ثم سألتها وكيف ذلك قالت إن قسم التوعية الدينية هدفه نشر العقيدة الصحيحة والثقافة الدينية للمرضى ولجميع منسوبي المستشفى باتقان وجودة وهمة عالية ، أن عدد المسلمين الذين دخلوا في الإسلام من خلال هذا القسم عدد لا يُستهان به سواء من الكادر الطبي أو من شتى الجنسيات العاملة في المستشفى مما أثرى قسم التوعية الدينية وأرتقى بها حيث أنها ترتكز على أسس عميقة وقوية تقتضي فيها وعي الفرد ومسؤوليته تجاه المجتمع وقدرته على الوسطية والإنتماء وعدم التطرف والإبداع والتطوير في رعاية المرضى والإهتمام بشؤنهم.
نظرت إلى صديقتي وقد تحمست وشدني الكلام معها فاستطردت قائلة أن التخفيف عن المرضى وتعليمهم وتثقيفهم في الأمور الشرعية وخاصة احكام الطهارة والصلاة ودعوة غير المسلمين للإسلام وتأهيلهم إلى الدعوة إلى الله وإقامة الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية الهادفة إلى نشر الثقافة الدينية الصحيحة بين المرضى والعاملين في المستشفى هي أسمى وأرقى ما تهدف إليه اقسام التوعية الدينية في المستشفيات .
ثم نظرت إلى الزهور الفواحة وسألتها :لكن لماذا احضرت لك الزهور ومالذي فعلتيه من أجلها وأجل عائلتها فقالت ذلك عمل اسأل الله أن يكتب لي فيه الأجر وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم فالمريضه توفيت اثر مرض السرطان وقمت بمواساة عائلتها وتصبيرهم وتثبيتهم  وتوعيتهم في مواجهة هذه المحنة العظيمة تجاه فقدانهم لمريضتهم بحثهم على الصبر في هذا الإبتلاء وهذه المحنة ولكن احدهم قام بتوبيخي وشتمني وأن هذه مصيبة عظيمة يمرون بها وأنا أقوم بتصبيرهم فسكت ولم أتكلم ولم اُبدي أي ردة فعل بالعكس قرأت عليهم ايات الصبر( وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون )وقول (إنما يُوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) وهاهي اليوم تأـي لتشكرني على مساعدتي لهم وتذكيرهم بالله في هذه المحنة وتعتذر لي عما بدر عنهم من تصرفات غير لائقه كانت نتيجة الصدمة والذهول في هذا المصاب الأليم .
شكرت صديقتي على عملها الرائع وتفانيها واخلاصها في عملها وتوجهت إلى المسجد لآداء الصلاة ولاحظت رائحة البخور العطرة تملأ ارجاء المسجد والنظافة والجمال في هذا المكان جعلني أقول الحمد لله الذي اكرمنا بولاة امر يهتمون بهذا البلد ويرتقون به في جميع المجالات اللهم اعز حكومتنا الرشيدة واحفظها من كل شر يارب العالمين.