ملياردير مكة المكرمة
بقلم دكتور / عبدالله الوزان
الحمد لله في الأولى والآخرة ، في السراء والضراء ، الحمد لله تجاه أي شيء يقضى لنا ، فلولا الحمد من قبل الناس ما رحمنا ربنا جل شأنه .
إننا بصدد إمام الزهاد والأغنياء والأتقياء زعيم الأغنياء في الأرض وزعيم المنفقين في الدنيا والآخرة ، إننا أمام رجل يأبى القلم أن يكتب مآثره ، فهو رضي الله عنه مهما كتب عنه الكتّاب فلن يُوفوه حقه في الثناء والمدح ، فهو مثال يقتدى به المنفقون في كل مكان من أرجاء عالمنا الإسلامي ، إنه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ملياردير مكة المكرمة المبشر بالجنة من قبل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولقد وفقني الله جلت قدرته في إنهاء كتاب خاص بهذا الصحابي الجليل ، هذا الكتاب يمثل إشراقة وإطلالة على حياة الصحابي الجليل أمين أهل السماء والأرض صاحب التقى والورع ، فهو الرجل الصالح الذي صلى خلفه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق البار بكل إنسان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة أمهات المؤمنين زوجات النبي الكريم ، فهو رضي الله عنه كان عوناً للناس كل الناس في دنيا الناس ، فقد كان أهل المدينة جميعاً عيالاً لابن عوف .
نحن أمام شخصية صحابي كريم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ولن يتكرر مثله في دنيانا إلا إذا أراد ذلك ربي ، ولقد عاش رضي الله عنه حياته كلها في ذكر الله يضع خوف الله نًصب عينيه ، لهذا أكرمه الله وبشره بجنته في محياه ، ومع ذلك نجده يجتهد ويسعى وينفق جل ماله في سبيل الله طمعاً في رضائه سبحانه وتعالى ، فبشرى دخول الجنة منزلة لا يرقى إليها أي أحد ، أما رضاء الله فمنزلة كبرى لا تنبغي إلا للذين يسعون إليها وإن ابن عوف لبالغها ، فهنيئاً لك يا صاحب السيرة الذكية فيما أنت فيه من منزلة عند ربك ، وأنت بالفعل تستحقها .
لك الله يا صاحب السخاء والكرم ، لك الله يا ملياردير مكة المكرمة ، ولك الحق كل الحق في تسمية الرسول لك أمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض ، تحية إجلال وإشراق دائمين متلازمين على سيرتك العطرة التي ازدانت بكل ما هو مضيء يكون بعدك نهج حياة كاملة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ، وسوف يكون من المستحيل أن يسير إنسان ما في حياتنا الحديثة على نفس الدرب ، لكن المستحيل يمكن أن يتحقق إذا تم تغيير ما في النفس من شوائب فاسدة تفسد الإيمان الحقيقي الذي يسمو بالروح ، فإن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، تحية لك ياابن عوف على ما قدمته للإسلام والمسلمين ، وسيظل اسمك يردد ويعرفه الصغير قبل الكبير فقد نقشت اسمك في قلوبنا وعقولنا بهداك وتقواك وورعك ، ومما لا شك فيه أنك الآن سعيد بين الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
تحية إكبار وإجلال لك من دنيا الناس الغرورة إلى روحك المطمئنة في جنات الفردوس عسى ربنا أن يرحمنا ويغفر لنا ونكون من ساكنيها