المحرر الصحفي بداخلي !
بقلم المستشارة / أ. هويدا المكاوي
- في ليلة حالمة .. من ليالي الأرض المباركة .. في مدينة المصطفى صلوات الله عليه وسلامه .. توجهت إلى مكتبي (صومعتي) .. حيث أحتضن بنات أفكاري ، وارتميت بين أرجائه.. وأنا أنظر للتقويم نظرة عابرة !،
اليوم الأحد الموافق ٦ -٢- ٢٠٢٢ م، نعم بالطبع أعلم ذلك ! غمغمت بكسل !،
وتأملت عقارب الساعةوهي تترنح ببطء متناهي ..وأنا كالحالمة في ذهول .. هل بالفعل الوقت يعاندني فيتباطأ ؟!، أم أنه مجرد حدس لتشوقي لبدء أمسية ( مهام وعمل المراسل الإعلامي عبر التاريخ ) والتي سيلقيها المفكر والإعلامي د . جمعه الخياط و أستاذة غاليه الحربي
مديرة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني ومديرة اكاديمية الصحافة الالكترونية والإعلام الجديد!
،ورمقت قلمي وأوراقي بنظرة طويلة كالحالمة التي لا تريد أن تصحو من أفكارها !، هل كل شيء على ما يرام ؟، هل أحتاج إلى شيء آخر قبل بدء المحاضرة ؟.
نعم : ينقصني كوباً من الشاي الساخن وبعض قطع الحلوى !.
هرولت مسرعة لإعداد كوب الشاي وإحضار الحلوى وأنا أسابق عقرب الساعة الكبير والذي انفرجت أساريره لوصوله إلى الرقم الثاني عشر!.
أعلنت الساعة عن نفسها الثامنة تماماً وتتالت خفقاتها في صيغة ثماني دقات متتابعة تتحرق شوقاً لذلك اللقاء !، ورمقتها شذراً : أصمتي .. يالا الضوضاء !.
وتبادر مفهوم الحرية إلى ذهني .. فإبتسمت وهمست بصوت خافت وأنا أرتشف رشفات من الشاي الساخن اللذيذ واحتضن بأناملي خصر الكوب ليدفئني أكثر :( إنت حرة ساعتي الحبيبة !).
تلألأ شعاع الضوء الذي أنعكس على محيا الساعة الزجاجي وكأنها عذراء تبتسم لي على إستحياء .. فهززت رأسي وغمغمت قائلة :نعم إنها الثامنة تماماًبدء محاضرة اليوم..
كانت أمسية جميلة تضمنها دبلوم الإعلام الجديد.. أمضيناها أنا ومجموعة من الإعلاميين والمراسلين الصحفيين ومحبي الصحافة في جروب أكاديمية إيجانما .
وقد تضمنت الأمسية خمسة محاور هي:
- تعريف المراسل وتعريف الرسالة.
- وسائل المراسلة في القرون الماضية
- وسائل الإعلام الحديثة (السوشال ميديا.
- ما هي مهام المراسل الصحفي ؟
•كيف يهيكل الصحفي نفسه؟
- ورشة عمل تطبيقية عن وظيفة المراسل الإعلامي عبر التاريخ.
ورغم إختلاف الموقف والتشيبه والشرح بزخم من المعلومات الجميلة والمفيدة إلا إنني شردت في أفكاري بعيداً لبعض الوقت !، وبعض كلمات د. الخياط التي قالها ضمن نقاط هيكلة الصحفي لنفسه تتردد في أذني :
- يجب أن يختار الصحفي صحيفة واحدة فقط ليعمل فيها لأن تعطيه قوة ويركز جهده فيها ويستطيع أن يرتقي في عمله …
فأين نفسي التي أبعثرها في كل مجال وفق أحلامي الكبيرة ؟
لابد أن أتبع حدسي .. لأجمع شتات نفسي !
وأمنح الفتاة التي بداخلي ..مساحة من الحرية .. في أحلامها .. الوردية!.
ليتألق ذلك المحرر
الصحفي الذي بداخلي .. والذي إختبأ مني طويلاً .