جدة ما بین الشتاء والشتاء .
الكاتبة / الهام العوفي
ما بین شتاء وأخر ونحن ننتظر موسم الامطار الجمیل الذي ربما یحيي الأنفس والأرواح قبل الأرض ولكن اصبحنا نعیش الوجل والخوف من ھذا الموسم الذي بات مُرعبا عند سكان جدة عروس البحر وسیدة المدائن.
إلي متى وسیدة المدائن تُظلم وتبكي قھراً في موسم الأمطار، إلى متي ونحن نخاف من ھذه الأمطار وننتظر النتائج الكارثیة التي تحدث كل عام وتتكرر ، وھنا لا أقصد السیول ؛ فإذا نظرنا إلى حجم السیول التي حدثت في عام ٢٠٠٩م وھذا العام والنتائج ، فقد نلمس نتائج واضحة من حیث بناء السدود التي حجزت كثیرا من المیاه ، ولكني ھنا أتحدث عن الأحیاء التي یُفترض من تصنیفھا أنھا احیاء راقیة ، ولكنھا باتت غارقة ولیست راقیة ، فلقد غرقت وحدث فیھا شلل تام في جمیع مرافقھا بل أن حتى شوارعھا لا نكاد نري ملامحھا بعد الأمطار ، وھنا یلح على الكثیرين سؤالاً ھاما ... أین المیزانیة التي صُرفت لھذه الأحیاء من تصریف المیاه ومن تعبید وتمھید شوارعھا وارصفتھا ، ھل ذھبت أدراج الریاح كما ذھبت میزانیات غیرھا ، لم تقصر الحكومة بالإھتمام وصرفت المخصصات والمستخلصات التي بات كثیرا من المقاولین یتحجج بھا وأنھا تتأخر ، وبعد ھذا الصرف وھذه المخصصات ماھي النتیجة؟ كارثية للأسف.
في الأعوام الماضیة كان حدیث المجتمع أن الاحیاء القدیمة في جنوب جدة ھي المتأثرة ولكن الآن أصبح شمال جدة غارقاً في مخططات وشوارع لم تحصل على المقاییس والمعاییر التي تجعلھا مؤھلة للعیش الصحیح ، إذاً فمن المسؤول ؟!.... الأمانة أم وزارة النقل ... أم المقاول الفاسد أم من ...؟! لابد من مسؤول ولابد أن یُحاسب ولابد أن یُشھر بھ وبشركتھ التي یقبع فيها خلف مكتبھ ویظھر انیقاً وصاحب مكانة رفیعة وھو لولا المخصصات التي صُرفت لكان شیئا لم یكن ، عندما تجف المیاه تظھر عیوب الشوارع التي لا تستطیع أن تمشي بھا .. عندما تجف المیاه یظھر الفساد على السطح ... كنا نستبشر خير بالأمطار ؛ أنها امطار خير وبركة فھی بالفعل بشارة وخیر ولكنا اصبحنا نخاف ویدب في قلوبنا رعب الیوم الماطر من ھذه النتائج الكارثیة.
أتساءل إذا كانت عروس البحر مطلة على منطقة عواصف مداریة فماذا سوف
یحدث ؟! .... أتوقع أن الجواب لا یحتاج إلى كتابة ......