حفلة المفقود ..
الكاتبة / رهف خميس
سوسن و أسعد أخوة كل واحد منهما موجود في السوشيال ميديا،لكن بحكم أسعد مشغول في وظيفته و مسؤلياته تجاه أسرته الصغيرة لم يكن يدخل بإستمرار حتى أنه ليس لديه بعضها ولا يجيد إستخدامها أما سوسن فهي جداً من عشاقها مدمنة على ذلك، تعرف على سوسن شابٌ من إحدى البرامج أُعجب بحواراتها ومشاركاتها ولباقتها أثناء التحدث ومدى تمكنها من ذلك ،حتى أنه أصبح من متابعيها وبعد قرابة السنة عرض عليها أن تشاركه لكي يبدأن بعمل مشروعٍ صغير ويفتحا قناة يتشاركان فيها وينشرا بعض الأنباء الصغيرة، فوافقت على فكرته ، بعد أن إستخارت واستشارت ،ومن هنا بدأ وقاما يتشركان في كل شيىء، وبعد سبع سنوات من الجهود إنضم إليهما بعضاً من الشباب و الفتيات حتى شكلا فريقاً، ويوماً بعد يوم كبر فريقهما وهناك تعلما الكثير من الدورات التدريبية اللتي تخص مجالهما،حتى أصبحا ناجحين، وفي أحد الأيام عرض عليها الزواج فرفضت…!! خشية أن يتغير بعد الزواج ويخسرا مشروعهما ويضيع كل شيىء بنياه معاً فلم،
يصر عليها لها حرية الإختيار''
تزوجت سوسن من رجلٍ آخر فأخبرته بطبيعةِ عملها ومدى نجاحه فلم يرفض وتقبل ذلك بكل صدر رحب ، وبعد قرابة الشهر من زواجها ذهبت سوسن إلى أخيها تودعه حتى تنتقل إلى عشها الصغير حتى تُكوّن مملكتها لطالما بنت أحلامها فيها ، فرأته حزيناً مُنقبضاً على نفسه حتى أنه لم يلقِ لها بالًا ولم يهتم لوجودها ، فسألته مرارا وتكراراً ما بالك وما الذي يفكر به ،
فأخبرها أنه منذ يومين فقد أعز أصحابه إبنه البالغ من العمر إحدى عشر عاماً، وهما ينتظران خبراً من الشرطة وبعد برهة عرضت عليه فكرة الإعلان عنه في السوشيال ميديا وطلبت تفاصيل الطفل فكان متردداً لم يثق بتلك الخطوة ،
فستأذنت من زوجها فوافق ، ولم يمنعها من فعل الخير بل أنه كان متحمساً لتلك الفكرة وأخذ يُقنع أخاها ، واتجها لوالد الطفل ثم أخبرت فريقها بذلك وبادرا حالاً في نشر الخبر عن الطفل المفقود ،ومن هنا نشرت سوسن في السوشيال ميديا وكتبت عنوانا ( المفقود سيعود ) وبعد تسعة أيام وبفضل الله ثم مساعدة الناس وُجِد الطفل لم يكن بعيداً لكنه كان مريضاً ونُقل إلى المشفى وهناك وجد العناية وعاد لأحضان أبويه من جديد ، واحتفلا بعودته وتقديم الشكر لسوسن وفريقها المجتهد فأصدرت منشوراً آخر بعنوان ( حفلة المفقود )كتبت فيه تلك اللحظات السعيدة .