عودة زمن المسرح ..
الكاتبة / ألاء آل سليمان - محررة ومؤلفة روايات وسيناريست مسرحي
في ظل تطور التكنولوجيا وظهور التلفزيون وتعدد شاشات العرض فقدنا المسرح برهة من الزمن وبتنا من خلف الشاشات نتابع بصمت دون تفاعل وننفصل عن الواقع بشيء غير ملموس اصبحنا متلقيين فقط وفقدنا متعة المشاركة حتى أننا لا نقدر في ابداء أرائنا حول ما نتابعه
لذلك عودة زمن المسارح سيكون له أثر كبير في انتشال حقبة الفن الحالية من الرتابة والملل إلى حقبة زمنية فعالة مليئة بالمشاركة والتفاعل
إن العصور القديمة في بداية نشأة المسرح كانت تعتمد كلياً عن شرح معاناة الشعوب عن طريق المسرحيات فكانت حقبة شكسبير من أمتع الحقب وقد كون تاريخ مليء بالإنجازات في هذا المجال
ونحن كعرب لدينا إرث تاريخي عميق في مجال المسارح ونستطيع من خلاله التعبير عن حضاراتنا وسرد قصصنا التاريخية والحضارة القائمة بشكل كبير وواسع
عودة المسرح وتسليط الضوء عليه تعني عودة الحياة في دور المشاهد إن أكثر مايتميز فيه المسرح أنه يجعل الممثل والمشاهد على اتصال مباشر دون حاجز وهذا ما يجعله اكثر تفاعلاً وامتع في تقضية الوقت والإستمتاع بطريقة مباشرة ولحظية تكمن الميزة أن المشاهد يستطيع التعبير عن رأيه في نفس اللحظة ويستطيع الممثل فوق خشبة المسرح أن يستشف رضا ونقد المتابع في نفس اللحظة وأيضاً يمكننا أن نكتشف المواهب الحقيقية في الممثلين إذ أن ليس كل ممثل يستطيع ان يكون ممثل مسرحي أو بالأصح لن يستطيع الممثل أن يصيح ممثلاً ما لم ينجح في تمثيله المسرحي أولا وايضاً ما يميز المسرحيات أنها تُفعل دور الإجتماع وتجعل المشاهدين في محيط مشترك يضحكون سوياً و يتأثرون في الحين ذاته
لذلك تركيزنا على تطوير المسرح سيحدث فارقاً كبيراً في الترفيه وتعدد المسارح في المملكة العربية السعودية ستكون تجربة ممتعة وفعالة في المجتمع ويمكننا من خلالها توصيل عدة رسائل فالمسرح الكوميدي سيكون ذو طابع مرح وترفيهي للمشاهدين والمسرح التراجيدي يمكننا من خلاله طرح أي قضية مجتمعية وتفكيكها و مناقشتها بطريقة سلسة وقد بذلت هيئة الثقافة والفنون دوراً فعالاً في تطوير الفن المسرحي من خلال منصات مختلفة و اعطاء فرصة لإبداع المؤلفين والمخرجين والممثلين وقد أظهرت نماذج موهوبة في هذا المجال واطلقت مبادرة مسابقة التأليف المسرحي
وهناك اماكن محتضنة للمسارح وفعالة في المنطقة الغربية .
كما نطمح في تعدد الصالات للعرض المسرحي
ونطمح أن تكون ثقافاتنا وتراثنا و إبداعاتنا تُعرض بشكل حي وتفاعلي في عدة مناطق المملكة والوصول إلى العالمية لإيصال ثقافتنا العربية و مواهب شبابنا إلى عنان السماء .