.

الأثنين, 26 ابرايل 2021 08:12 مساءً 0 652 1
صديقتي بقلب رجل
صديقتي بقلب رجل

صديقتي بقلب رجل 

قد تستغربون من رغبة كهذه ! ولكنها الحقيقة فأنا إنسانة لا توجد لدي "صديقة" ، ليس عيب في شخصي أو شخصيتي ولكني لم أجد الصديقة " الصديقة " التي أطمئن إليها وأشعر معها باهتمام وخوف "الأم "حتى لو كانت تصغرني بسنوات وليس معنى هذا أن تغمرني بالحنان والدلال كما تفعل الأُمهات مع أطفالهن أحيانا ، فهذا مستحيل طبعا ، لأن الأم نفسها تقوم بتربية بناتها أحيانا تربية قاسية لكنها لايمكن أن تكرههن أو تحقد عليهن أو ترضى لهن الشر والموت مهما كان بينها وبينهن من خلاف إلا في حالات نادرة وغير طبيعية. وليس معنى هذا ايضا أن حياتي تخلو من المعارف أو الزميلات أو بعض الجارات الطيبات .

~ نهاية لم تبدأ ؛

ربما ترون أنني أُبالغ في الأمر ولكن هذا مايحصل بالفعل و رغم انجذاب النساء لي في بداية كل تعارف إلا أن الصداقة ما إن تبدأ في تسوية مقعدها حتى يبدأ هذا المقعد بالإهتزاز والتأرجح لتسقط مغشياً عليها دون حراك بعد فترة وجيزة ! و يبدأ الإبتعاد لأسباب ربما تكون غامضة أو قد تكون بسبب الحسد أو الخوف من دخول شخصية جديدة في حياة الواحدة منهن أو بيتها أو مجالها أياً كان .

 ~وحدة و فراغ ؛

ولا أعني بالفراغ فراغ الوقت أو العمل ولكني أعني به فراغ الروح من دفء الصداقة والصديقات المحبات وأعلم أن الصداقة مهما كانت قوية لابد أن تشوبها الشوائب ويحدث فيها مايحدث من مشاكل ربما يكون سببها التنافس فيما بين الأصدقاء عموما بل حتى الإخوة ذاتهم ، قد تشتعل بينهم حمى الغيرة وتثور الثائرات والخلافات لسبب أو لآخر لكونهم إخوة ، وغالباً مايحتدّ الخلاف عندما تكون العلاقات أقوى بين الأطراف ! ولكن أن تكون الحياة باردة جافة فارغة من الصداقات هذا شيء ممل وليس للحياة معنى أو طعم دون أصدقاء ، ربما تكون بالنسبة لغيري شيء عادي وليس من المهم وجود الصديقات في حياة البعض من النساء ولكن عندما تجد المرأة نفسها تعيش في وحدة فإنها تشعر بالحنين دائماً إلى وجود صديقة "بقلب رجل " إلى جانبها وهذا أهم شرط من شروط الصداقة الأنثوية الناجحة وإلا فلن تستمر واذا استمرت فلابد أن تخفي في طياتها بعض الأمور التي لايفهمها سوى الطرفين الذين قد تكونُ لهما مصلحة باستمرارها !

 " قلب رجل "

لقد كانت لي تجارب صداقات مع بنات جنسي ولكنها انتهت بالفشل فكفنت ووضعت في ثلاجة الموتى وهي لاتزال في بداية تفتحها وبعضها انتهت وهي في مخاضها ، ومازلت ادرس الأسباب التي تؤدي لفشل صداقة لم تلد أو لم تنمو دون أن ينشب بين طرفيها أي نوع من الخلافات أو سوء الفهم .. إنه انسحاب لأدنى الأسباب أو حتى إبداء الأعذار وتبقى .. هناك علامة استفهام معلقة لاأجدُ لها جواباً ! لقد كنتُ ومازلتُ أحلم بوجود صداقة قوية متماسكة لاتتأثر بالظروف ولا التغييرات ، إنها صداقة الأنثى للأنثى ولكن بقلب رجل تغلفه براءة الأطفال ! وعندما أقول "بقلب رجل" فأعني أن الرجل لايضع نفسه غالباً في منافسة مع المرأة وكلما كانت المرأة أنيقة وجميلة وذكية وناجحة ازداد لها اعجاباً واحتراماً إلى أن يتحول إلى حب وأهتمام ، فهل ستستمر صداقة امرأة لإمرأة كلما رأت من صديقتها هذا النجاح والتقدم والجمال إلا إذا لم تكن أُنثى عادية ؟! لم أُجرب في حياتي أن أكره امرأة لمجرد أنها جميلة وناجحة وجذابة بل بالعكس يدفعني ذلك للإقتراب منها أكثر ، وإذا كان هناك نساء في حياتي لا أحملُ لهن أية محبة أو ارتياح فهو لايمس ماذكرت من مميزات بل لأنهن بالفعل لسن أهلاً لأي حب أو تقدير من الجميع .

~هل انتي محظوظة ؟؛

لقد اعتدتُ أن أكون وحدي في كل شيء ولا أن أبوح بأسراري لأي امرأة حتى ولو كانت أختي لأن الأخت تبقى أختاً ولا يمكن أن تأخذ مكان الصديقة ، فالصديقة شيء مختلف إذا وهبكِ الله قلبها ، لأنها ستخفف عنكِ متاعبك وستشارككِ همومك ، هي إنسانة ترتاحين لها ، تفهمكِ وتفهمينها وستكون إلى جانبك دائماً ولن يحدث هذا إلا إذا لعب الحظ معكِ لعبته وعثرتي على "صديقة العمر" دون سابق موعد لإنها في تقديري "هبة إلهيه" وفي الحديث ( الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائئتلف وما تنافر منها اختلف ) !

~  جذور الصداقة ؛

وتبقى صداقة العمر في نظري من أجمل وأقوى الصداقات فاستمرارها لسنواتٍ عديدة دليل على نقاء معدنها وإن إحداهن في داخلها "قلب رجل " خصوصا عندما تمتلك صديقتها جميع المقومات التي تشعل الغيرة في قلوب النساء ، فعندما أرى هؤلاء الصديقات التي تمتد صداقتهن طوال العمر ، الضاربة صداقتهن في الأعماق اشعر بشيء من "الغبطة" وأتمنى أن تكون لي صديقة مخضرمة ترافقني في جميع مراحل حياتي الطفولة والشباب والهرم ، ولكني أعود وأقول في نفسي قدر الله وما شاء فعل ، لقد شاء المولى أن أفقد صديقاتي في سن الطفولة والمراهقة ولم أُوفق منذ ذلك الحين إلى صداقة جديدة .

 ~الصراحة والوضوح ؛

المرأة لاتحب "المرأة الغامضة "والنساء عموما ً لديهن ميل طبيعي بدافع الفضول للمرأة التي تتحدث كثيراً وتبدو لهن ككتابٍ مفتوح .. حتى لو كانت كل أحاديثها مبالغة وتهويل وأكاذيب ، لكي تحظى بانجذابهن و باهتمام زميلاتها وإصغاؤهن إلى ماتقول ، لو اضطر بها الأمر إلى التحدث عن أدق تفاصيل حياتها وأسرار بيتها .. فتصبح الشيء الذي يكسر الجمود وينشر التسلية ويبدد حاجز الحذر والصمت وعدم الإرتياح ، فيرتحن إليها ويقتربن منها أكثر .. ويشكين لها أسرارهن ومشاكلهن ليشعرن بالهدوء النفسي ويتخلصن من حِملهنَّ الثقيل ، وهذا من حقهن طبعا .. فالإنسان لابد له من أذن صاغية تستمع إليه كي يشعر بالراحة من بعض همومه اليومية على الأقل، والمرأة لا ترتاح إلا بوجود صديقة مقربة ، تقاسمها أفراحها وأحزانها .

~الصديقة نعمة ؛

أتمنى من كل امرأة أن تفهم أن الصداقة نعمة من الله ولكن عليها هي يقع حسن الإختيار وبعد أن تختار صديقتها المناسبة عليها ايضاً أن تتمسك بها ولا تضحي بها في سبيل مصلحتها كأن تقفز إلى زوج صديقتها فتخطفهُ منها وتخسر صديقتها كما أصبح شائعاً أو تستغلَ طيبتها وكرمها فتخسر ثقتها ، ثم تنتهي صداقتهما إلى الأبد ويصعب إعادتها إلى سابق عهدها من اجل طمع ، أو نزوة ، أو حسد .

الكاتبة / هيا الدوسري ١٠/٢/٢٠٢١

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الكاتبة / هيا الدوسري ، صديقتي بقلب رجل

محرر الخبر

غاليه الحربي
مالكة ومدير عام الصحيفة
مالكة ومدير عام ايجانما

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

أخبار مشابهة

بلوك المقالات

الفيديوهات

الصور

.

.

أخر ردود الزوار

الكاريكاتير

استمع الافضل

آراء الكتاب

آراء الكتاب 2

د.عبدالله الوزان د.عبدالله الوزان
صحفي في قسم اخبار دولية ومحلية, أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة عين شمس - مصر رئيس قسم التدريب بأكاديمية الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد (ايجانما التربوية التعليمية)
نقل المومياوات الملكية المصرية حدث أسطورى هز العالم
2021-04-06