الإنسان مخير في القضاء والقدر ، وليس مسير ..
كان هذا هو عنوان محاضرتنا التي قدمها لنا الدكتور "جمعه خياط" أثابه الله في " براهين علم الإجتماع "والتي احتوت على عدد من المحاور ؛
المحور الأول :
علم الاجتماع هو علم العقل علم التفكير علم الصدق
المحور الثاني :
عقل الإنسان مرتبط بالصواب والخطأ
المحور الثالث :
التجارب الافتراضية أهميتها ونتائجها
المحور الرابع :
اثباتات علم الإجتماع أن الإنسان مخير في عمله وليس مسير
المحور الخامس :
ورشة عمل تطبيقية عن محتوى المحاضرة
و بالنسبة لرأيي الشخصي أن الإنسان عموما ًيكون "مخيرا "في امورٍ خاصة بشخصيته وطريقة تفكيره وميوله كأختياره لنمط عيشه وتخصصه العلمي واصدقاؤه وغير ذلك من الأمور الحياتية .
ويكون "مسيرا" في امورٍ اخرى قدريه ازليه كتبها الله عليه قبل أن يولد اي أنه مبرمج جاهز لما سيحدث له في الحياة الدنيا دون إرادة منه ودون تخطيط او ترتيب مسبق لها كالمرض والحوادث والفقدان وسعيد هو أم شقي وغير ذلك مما لايملك لنفسه من الأمر شئياً .
فما كتبه الله على الإنسان في اللوح المحفوظ جارٍ عليه آتٍ لامحالة. لكن هناك أمور إختيارية بإمكان الإنسان أن يتقي بها سوء الأقدار وأهمها التقرب إلى الله بالصلاة والدعاء فلا يرد القضاء الا الدعاء والصدقة التي تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وفعل الخير وصلة الأرحام وأن لايستصغر من الدنيا معروفاً فهذه الأشياء عند الله بمثابة الرصيد من النقاط التي تحسب للمؤمن كمكافأة له في الدنيا قبل الآخرة .
فهو مخير لفعل الخير او الشر كونه إنسان مكتمل العقل والإرادة وهو مسير كذلك فيما قُدر له.
والطفل دون سن التمييز يكون مسيراً في الغالب إلا في حاجات بسيطة كأختياره للعبته أو طعامه أو ملابسه
أما الحيوانات فمسخرة من الله ومسيرة لأنها لاتعقل
كما يعقل الإإنسان .
وفي كل الأحوال هناك مسببات وأسباب فالمسببات نحن مسيرين لها خاضعين ، اما الأخذ بالأسباب فهو إختيارنا .
وأختم مقالي بهذا الحديث الشريف الذي يختصر جميع الأقوال ؛
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ
يَوْمًا فَقَالَ:
«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
الكاتبة / هيا الدوسري