متى سنحب النقد؟
حين يعمل أحداً عملاً يسعى جاهداً ومتحفزاً لنيل التقدير الأمر الذي من شأنه أن يعزز قيمة العمل والجهد والمثابرة أكثر فأكثر فهو لا يتصور أن تتم حربه بكل الوسائل وأقساها.
إلا أنه بطريقة ما تفاجئة الألسن اللذعة بكمية التفحيص والنقد القاسي حد أنه ليُسقط في نفسه و ليُهدم في ذات اللحظة خاصة وهو الذي أبلى البلاء الحسن وكان ينتظر بكل حماسة أن يجد تقديراً كبيراً وثناءً على أقل تقدير ومن ثم أن تكون طريقة التصويب والتصحيح تتجه للجانب البناء والإصلاحي ليحقق مزيداً من العمل ما يجعل الكثير منا يفقد الرغبة في المواصلة والتقدم هو معرفته التامة أن مطرقة النقد الجارح والمجحف تنتظره بوحشية، فيرتدع عن التقدم ويعزف عن المواصلة وقد يفقد الرغبة تماماً .
نحن نتجه في الغالب لرفض النقد وذلك نتيجةً لطريقته المؤذية في العموم ولعل البعض يجد فيها الرغبة الكبيرة في النيل وهذا ما يجعل الإصلاح أمراً عصيباً وغير مستحسن أو لن يتم بهذه الحال أبداً ؛ لذا لن نحب النقد ولن نتمكن من معرفة القواعد السليمة والصحيحة للسير عليها.
وأظن أن الناقد يجب أن يتسم نقده بمعايير تتركز في أن تكون لديه المعلومة الصحيحة وأن يعرف متى وأين مكانها ووقتها ويضمن خلوها من المراوغة والتدليس والأذية.
أيضاً فردات الفعل جانب مهم فحين يفترضها ويتصور ماذا يمكنه أن يحدث فسيستطيع أن يصيب لب النقد البناء بطريقة أنيقة ولآئقة متلافياً قدراً كبيراً من العقبات.
فالهدف هو التصحيح وأعلم أن من صحح بطريقة أخذت حقها من العناية لابد أن يكسب هذا الطرف لصفه محققا غاية مهمة وإصلاحاً كبيراً.
الكاتبة / فاطمة الأحمد